الخادم وسيده: قصة معبرة

الخادم وسيده: قصة معبرة

في أحد الأيام، كان هناك راعي شجاع يقود جيش الملك. كان القاضي يتربص بالراعي ويحمل له الكراهية في قلبه، فدبر مكيدة أودت بالراعي إلى محكمة الملك حيث صدر حكم بالإعدام عليه.

في هذه الأثناء، توجهت أم الراعي إلى الملك تلتمس عفوه. كانت الأم قد بلغت من العمر عتيًّا، وكان عمرها يتجاوز المئة عام. تأثر الملك بحالة الأم وقرر أن يمنحها فرصة لأجل ابنها. قال للمرأة:

"سأضع في ورقتين واحدة مكتوب فيها "يُعدم" والأخرى مكتوب فيها "لا يُعدم". سيختار ابنك واحدة من الورقتين قبل تنفيذ الحكم، فإن كان ابنك مظلومًا، فسوف ينجو بفضل الله."

خافت الأم من أن القاضي قد يكتب "يُعدم" في الورقتين، لكنها كانت تأمل في رحمة الله. قال لها ابنها:

"لا تبالي يا أماه، اتركي الأمر لله الكريم."

وفي يوم تنفيذ الحكم، تجمع الناس في الساحة ليشاهدوا ما سيحدث للراعي. عندما جاء الراعي إلى ساحة القصاص، تقدم إليه القاضي بابتسامة خبيثة وقال له:

"اختر واحدة!"

ابتسم الراعي واختار ورقة، ثم قام بابتلاعها دون أن يقرأها. اندهش الملك والحضور من تصرف الراعي وسألوا:

"لماذا بلعت الورقة دون أن تعرف ما فيها؟"

أجاب الراعي بثقة:

"اخترت الورقة وأكلتها دون أن أعلم ما فيها. ولكي نعرف ما تحتويه الورقة التي بلعتها، ما عليك سوى النظر إلى الورقة الأخرى، فهي عكسها."

نظر الملك إلى الورقة المتبقية، فوجد مكتوبًا عليها "يُعدم". وعندها فهم الجميع أن الراعي قد نجا من الإعدام بفضل حيلة ذكية.

الخلاصة: أحيانًا، يمكن التفكير البسيط والذكي أن يغير الأمور بشكل كبير، ويؤدي إلى نتائج مذهلة. في هذه القصة، يظهر كيف أن العزيمة والإيمان يمكن أن ينقذان الإنسان من أسوأ المواقف.