(العقد الإجتماعي) تأليف الفيلسوف الفرنسي الكبير جان جاك روسو / ترجمة عادل زعتر.
*يعد كتاب «العقد الاجتماعي» للفيلسوف الكبير جان جاك روسو أحد أهم الأسفار الفكرية التي كُتبت في عصر النهضة والتنوير في الغرب وحجر الزاوية في الفكر السياسي والإجتماعي الحديث ، فبعد سقوط الشرعية الدينية كأساس للحكم في أوروبا، أصبح من الضروري البحث عن شرعية بديلة يقوم عليها الحُكم السياسي وتتحدد على أساسها مسئوليات الحاكم والمحكوم، والواجبات والحقوق المترتبة على كل منهم.
لذلك ظهر العديد من المفكرين والفلاسفة الذين عملوا على إيجاد ميثاق شرعي جديد يحكم العلاقة بين الطرفين، وكان من بين هؤلاء المفكرين الذين سعوا لإيجاد هذا الميثاق جان جاك روسو الذي طرح فكرة العقد الإجتماعي واضعاً نظريته حول أفضل طريقة لإقامة المجتمع السياسي في مواجهة مشاكل المجتمع.
إلى جانب مجموعة أخرى من المفكرين التنويريين أمثال توماس هوبز وجون لوك.
جدير بالذكر أن روسو وضع هذا الكتاب، وكان من الخطر البالغ أن يجهر الإنسان بأي رأي حر حينما وضعه، غير أنه كان جريئاً في كل ما ذكره في كتابه!! ، وفي هذا الكتاب حمل روسو على الرق وعدم المساواة وناضل عن حقوق الإنسان وأقامها على طبيعة الأمور، وقال ما معناه أن هدف كل نظام إجتماعي وسياسي هو حفظ حقوق كل فرد، وأن الشعب وحده هو صاحب السيادة، ودعم روسو في كتابه فكرة النظام الجمهوري بكل جوارحه، فتحقق هذا النظام بالثورة الفرنسية بعد ثلاثين سنة حين أتُخِذ“العقد الإجتماعي ” إنجيل هذه الثورة.
*العقد الإجتماعي :
يغوص بنا الفيلسوف الملهم والأب الروحي للثورة الفرنسية، في أغوار المجتمعات البشرية على مر التاريخ ، موضحاً فكرته عن النظام الإجتماعي ( العقد الإجتماعي الذي يحكم المجتمعات البشرية) ورؤيته الشاملة حول المجتمع الإنساني المثالي الذي تسيطر فيه العهود التي تظل أساساً لكل سلطان شرعي بين الناس في نظره.
كذلك يوضح مفاهيم مهمة لذلك المجتمع مثل علاقة الحق والقوة والحرية ، فالقوة لا تخلق الحق والحق لا فائدة منه بدون الحرية، وتلك الأخيرة لا تأخذ إلا بقوة الحق.
*الميثاق الإجتماعي :
يضع جان شرطاً مهماً لبناء ذلك المجتمع وهو الميثاق الإجتماعي الذي يضعه أبناء ذلك المجتمع أو يضعه البعض ويوافق عليه الكل ويحتاج هذا الميثاق إلى قوة تتعهد به وليس من الصحي أن يتم إنشاء هذه القوة إنما توحد القوى القائمة ويتم توجيهها والإتفاق على تيسيرها وكيفية تحريكها.
* وجود السيد :
يرى فيلسوفنا العميق، أن من شروط إقامة المجتمع هو وجود سيد يستمد سلطته ووجوده من العقد الذي يحكم باقي المجتمع وبالتالي يجب أن يظل هذا السيد خاضعاً لذلك العقد الذي منحه تلك السلطات، ويجب أن تختصر السلطات في ما يخدم باقي المجتمع وفقاً لذلك العقد ويشبه الأمر بعقد نفعي بين الطرفين يستفيد كل منهما من الآخر حسب ما نص عليه مع عدم إخلال أي طرف بشروط تعاقده ويرجع تنظيم هذا التعاقد إلى العقد الأساسي الذي يقوم عليه المجتمع.
*بعض ثوابت المجتمع :
لم يختصر جان على ما ذكر أعلاه بل أسهب في وضع ثوابت مجتمعه المثالي، موضحاً مفاهيم رئيسية من ثوابت هذا المجتمع منها :
-الحال المدنية
- التملك
-امتناع التنزل عن السيادة
-امتناع انقسام السيادة
- إمكانية ضلال الإرادة العامة؟
-حدود السلطة ذات السيادة
-حق الحياة واملوت
- القانون
- المشرع
-الشعب
-طرق الاشتراع المختلفة
إلخ....
*تعليق : ما قام به روسو في هذا الكتاب هو عمل عظيم بكل تأكيد فقد وضع الرجل عقداً شاملاً لمجتمع مثالي
مدققاً في كل تفاصيل ذلك العقد الصغيرة مدافعاً عن حقوق الإنسان في المقام الأول وحق الإختيار وحرية الإنسان التي تولد منها حرية المجتمع ككل .. 🌸
* تقيمي للكتاب
9.9/10
_ رامي الزعيري
#قرطاس 6
