قصة "طويل الأنف": حكاية قصيرة ومعبرة عن الأبوة والخوف

Azors سبتمبر 10, 2022 سبتمبر 11, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال: قصة "طويل الأنف": حكاية قصيرة ومعبرة عن الأبوة والخوف
-A A +A

قصة "طويل الأنف": حكاية قصيرة ومعبرة عن الأبوة والخوف





كانت الشمس قد بدأت تغرب، عندما بدأ الأب يفقد أعصابه. مرّت خمس دقائق منذ أن نادى على ابنه أحمد، لكنه لم يظهر بعد. استشاط الأب غضبًا وصرخ بصوت عالٍ، "أحمـمد!"، لتتردد أصداء صوته في أرجاء البيت. ثم غمغم في غضب، "هذا الولد سيصيبني بالجنون".

ركض أحمد سريعًا نحو أبيه، يردد "حاضر يا أبي، أنا قادم"، ووقف أمامه ورأسه منحنٍ نحو الأرض. كان أحمد طفلاً نحيفًا، ذو شعر أشعث، وعينين كبيرتين وسط وجه صغير، تظهر عليه ملامح البراءة.

نظر الأب إلى ابنه بملامح غاضبة، وسأله: "لماذا تتأخر في القدوم عندما أنادي عليك؟"

أجاب أحمد بصوت خافت: "كنت مشغولاً بلعبتي الجديدة، يا أبي".

رد الأب بغضب: "هل تريدني أن أكسرها لتأتي في الحال؟"

أحمد بسرعه: "لا يا أبي، في المرة القادمة سأحضر فورًا عندما تناديني".

تراجع الأب قليلاً، وقال: "حسناً... اذهب إلى البقالة وأحضر ما كتب هنا"، ثم أعطاه ورقة صغيرة تحتوي على قائمة بالحاجيات. أخذ أحمد الورقة ووضعها في جيبه، ثم أعطاه الأب ورقة نقدية من فئة المائة درهم.

دخل أحمد غرفته لتغيير ملابسه، ثم انطلق كالصاروخ نحو البقالة. كان يحب أن يجد البقالة مزدحمة ليستمتع بالنظر إلى الحلويات والبسكويت بألوانها وأشكالها المتنوعة.

وعندما حان دوره، أدخل يده في جيبه وسحب الورقة التي تحتوي على الحاجيات وأعطاها للبقال. بينما كان البقال يجهز طلباته، تذكر أحمد الورقة النقدية، لكن عندما وضع يده في جيبه ليتأكد منها، شعر بنبضة قوية في قلبه. بدأ الذعر يتسرب إلى نفسه، حيث أدرك أنه ربما فقد المال في الطريق. تحول كل شغفه وحيويته إلى يأس وخوف.

جعلت نبضاته المتسارعة وجهه يتغيم، وتجمد اللعاب في حلقه حتى اختنق صوته. سأل البقال: "ما بك؟" فأجاب أحمد بصوت متلعثم: "لقد فقدت المال...".

رد البقال: "عد من حيث أتيت... قد تجده في الطريق".

خرج أحمد من البقالة مطأطأ الرأس، مكسور العزيمة وفاقد الأمل، يسير ببطء نحو المنزل، وهو يفكر في حل لتخفيف العقاب. قال لنفسه: "إذا أخبرت أبي الحقيقة، فلن يصدقني، وسيعاقبني على الكذب وتضييع المال. ربما إذا قلت له إنني أنفقت المال على أكلة أعجبتني في أحد المطاعم، سيتفهم الأمر ويكون العقاب أخف".

عند دخوله المنزل، وجد الأب في انتظاره، وقد برزت عيونه نحوه. سأل الأب بصوت خشن، وكأن كل حرف يخرج من بين شفتيه كان رصاصة تخترق نفسية أحمد المستنزفة: "أين الحاجيات؟".

أسرع أحمد في الجواب وهو مغمض العينين، محاولاً أن يبدو مقنعًا: "لقد رأيت أكلة لذيذة في المطعم، فدخلت واشتريتها".

لكن الأب فاجأه برده: "يا طويل الأنف، يا كذاب... لماذا تكذب؟ لقد تركت المال على سريرك، لم تأخذه معك".

شعر أحمد بالذنب والندم، وبدأ بالبكاء قائلاً: "لقد خفت يا أبي... كنت أعتقد أنني أضعت المال في الطريق، ولم أرد أن أقول الحقيقة خوفًا من العقاب الشديد".

جلس الأب وهو يفكر بعمق: "يا للهول... لقد كان الخوف هو ما دفعه إلى الكذب. أدركت أن الخوف هو معلم الكذب. إذا أردت طفلاً لا يكذب، عليك أن لا تكون مصدر خوف بالنسبة له. أنا من يجب أن يتعلم درسًا هنا... أنا من يجب أن يُعَاقَب".

شارك المقال لتنفع به غيرك

Azors

الكاتب Azors

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

8584683929828017397
https://www.shamsblog.com/