-->

U3F1ZWV6ZTQ3OTA0MzY0MTc0X0FjdGl2YXRpb241NDI2OTAzNTEyNzA=

5 نصائح للطَّالب الجامعي الجديد

 تعد مرحلة الجامعة من أحسن المراحل التي يمرّ بها الشباب المتعلّم في حياتهم ومسيرتهم، فهي مرحلة تختلف كلّيا عن المرحلة الثانوية، وتمتاز بالإرهاق البدني والنفسي من كثرة التخصّصات والمقاييس وكثرة الأساتذة وتشعّب طرق وآليات التنقيط، كما تمتاز بالإحساس بالغربة للطلبة الجدد نظير جهلهم بواجباتهم وحقوقهم في هذا الصرح الجديد، كما أنّها مرحلة يتلقى فيها التكوين الشامل إذا ما أحسن الشاب الجامعي استغلالها.

5 نصائح للطَّالب الجامعي الجديد

 ولعلّ أكثر ما يجب على الطلاب عند ولوجهم للحياة الجامعية أعمال عديدة ينصح بها مدرب التنمية البشرية فتحي بوخاري في مقال عبر موقع الجزيرة نت، قائلا: 

نصيحتي الأولى: التميّز الدراسي، وهو أساس دخولك الجامعة، وهو أول الأهداف التي يجب عليك تحقيقها من خلال الحضور الدائم والمستمرّ لكل الحصص سواء تميّزت هذه الحصص بالإجبارية في الحضور أو لا، وأن تجعل كل المقاييس على الدرجة نفسها من الأهمّية، فلا يجب أن تضع في ذهنك أنّ هناك مقاييس أساسية وأخرى ثانوية، كما لا يجب أن تعتقد أنّ حضورك المتواصل للحصص كافٍ، بل عليك السعي لملء وقت فراغك بمراجعة الدروس والبحث ومناقشة الزملاء ومحاورة الأساتذة في كل فرصة تتاح لك، وتذكر أنّ الذي يتخرج بمعدّل عالٍ ليس كالذي يتخرّج بمعدل عادي، فالأوّل تتاح لهم فرص عديدة كالتكوين في الخارج والتوظيف و... إلخ.

 لا تتوقّع الكثير بعد التخرّج، حتى لا تصطدم بواقع مرير، ووجب عليك أن تفهم جيّدا أنّ مرحلة الجامعة ليست مرحلة الحصول على الشهادة من أجل العمل بها فقط، بل هي مرحلة التكوين ولفتح آفاق جديدة. 

نصيحتي الثانية: عليك بمعرفة بيئتك الجامعية وكلّ ما يحيط بك، فلا تكن كالذي درس في كلّية الطب وعندما سألوه عن مبنى كلّية الإعلام في جامعته لم يعرف موقعها، بل خذ جولة في جامعتك كلّما سنحت لك الفرصة لذلك، وتعرّف إلى كل التخصّصات الموجودة فيها، ومقرّ كلّ إدارة ومكتب، فقد تحتاج إليها يوما ما، كما أنّك قد تجد أصدقاء لن تجدهم في كلّيتك وقسمك، بل حتى التنوّع في قائمة الأصدقاء مفيد في تكوين النفس، كما أنّ هناك مكاتب لتعليم اللّغات وأخرى للأنشطة الثقافية والرياضية.. إلخ، فلا تكن عزيزي الطالب كالموظّف الروتيني الذي يذهب كل صباح لمكتبه ولا يعرف المكاتب المجاورة له في الطابق نفسه أو في الطوابق الأخرى.

 نصيحتي الثالثة: العمل التطوعي، حيث يكاد يكون هذا أحد أهمّ أسباب حصولك على حياة أفضل بعد التخرّج، لأنّ الطالب الذي يزاول النشاط الطلابي بمختلف أنواعه (الثقافي، والرياضي، والنقابي…) أفضل بكثير من ذلك الطالب الذي يقضي كل وقته بين أضلاع مثلّث الموت (المدرّج – الغرفة – المطعم)، فعليك بالمسجد في الجامعة وحضور المحاضرات والندوات والدروس الدينية والفكرية والعلمية والأنشطة الرياضية و.. إلخ. والذي مارس مثل هذه النشاطات في حياته الجامعية يفهم جيّدا قيمة هذا الإنجاز، فهذا يتيح لك التعرّف إلى أشخاص جدد خارج محيط الأصدقاء والأسرة، ومن خلفيات مختلفة، وفرصة جيّدة لاكتشاف نفسك ومهاراتك والكثير من الأشياء الجديدة.

 نصيحتي الرابعة: تعلّم شيئًا جديدًا، بل أشياء جديدة، لأنّ الحياة الجامعية تمتاز بالكثير من الحرّية وأوقات الفراغ، ويمكنك خلالها تعلم أشياء جديدة لم تتعلّمها في مراحلك السابقة، كتعلّم لغة جديدة، أو التدرّب على مهارات أخرى غير تلك التي تمتلكها، كتعلّم تقنيات استخدام التكنولوجيا الحديثة، ومهارة التصوير والتصميم والتسويق ومهارة التخطيط والخطابة، أو المطالعة وتلخيص بعض الكتب، وخاصة حفظ القرآن الكريم الذي أنصح به كل طالب في الجامعة مهما كان تخصّصه، وغيرها من المهارات الجديدة التي ستضاف إلى رصيد شخصيتك، وتذكّر بأنّ عليك ألّا تخرج من الجامعة كما دخلتها أوّل مرّة.

 نصيحتي الخامسة والأخيرة: لا تتوقّع الكثير بعد التخرّج، حتى لا تصطدم بواقع مرير، ووجب عليك أن تفهم جيّدا أنّ مرحلة الجامعة ليست مرحلة الحصول على الشهادة من أجل العمل بها فقط، بل هي مرحلة التكوين، ولفتح آفاق جديدة ولتعلّم مهارات وصقل شخصيتك ومواهبك، ومن ثمّ تنطلق إلى سوق الشغل كـالتجارة ودخول عالم الشغل من أبوابه الواسعة والمتعدّدة، وليس إلى الوظيفة فقط كما يتم دوما برمجة طلابنا خطأ على هذا الأمر. فالجامعة في الدول المتقدمة هي مرحلة لفتح آفاق لكلّ الدارسين بها، وما هي إلّا عهدة وفترة أكاديمية تليها عهدة مهنية حرّة وآفاق مستقبلية عديدة.



الاسمبريد إلكترونيرسالة